خدعوك فقالوا أنّ أهداف بداية السنة ستجعل منك شخصًا ناجحا | DZ Ladies Blog

تأتي علينا نهاية السنة لنسرع إلى شراء مذكرات و أقلام جميلة، لنبدأ للتخطيط لأهدافنا لكن هل تساؤلتم يوما لماذا بعض الأهداف تتكرر كل سنة؟ و لم يسعفها الحظ لتتحقق إلى اليوم، مثل هدفي أنا و هو حفظ القرآن كاملا.

أهداف بداية السنة

في شهر ديسمبر من كل سنة تتناثر على مواقع التواصل الاجتماعي،  و المنصات الرقمية اعلانات لدورات بعناوين فخمة، تنادي كلّ كسول لطالما كان يحلم أن يصبح ثريا، أو يغدوا ناجحا دون أي تعب أو سهر.

يخاطبون حلمه في التغيير، بعناوين رنّانة مثل: 
طريقك الأسرع إلى الثراء، كيف تغيّر حياتك في ثلاثين يوم، أو حتى كيف تصبح ثريا في أربعين يوم أو أربعينية الثراء و غيرها الكثير…
أعتبر نفسي من هؤلاء المساكين، الذي لطالموا  رسموا أهدافًا في نهاية ديسمبر ليتخلّوا عنها في نهاية جانفي، 
و تأتي السنة الجديدة و أنا نفس الشخص، لم أصبح ثرية كما كان عنوان الدورة يقول، و لم يتمّ تداول أخبار نجاحي على منصات الترند.
عندما تبدأ في التغيير ستمرّ بفترة صعبة، تُعرف بعنقِ الزجاجة أو بمنحنى وادي الموت، الذي ستتعب فيه و تسهر ولن يصفّق لك أحد، لأنك ستكون منشغلا بالعمل و تجاوز منطقة راحتك، الناس لن يروك حتى تتجاوز هذا المنحنى و تنجوا، و لن يخبرك المدربون عن مدى صعوبته حتى تجرّبه بنفسه.
ستقول لي، و إن لم أخطط و لم أدخل تلك الدورات كيف سأتغيّر و أتطوّر؟ 
كما يقول جيمس كلير صاحب كتاب العادات الذرية، الذي أنصحك بقراءته قبل نهاية الشهر و انطلق في بناء عاداتك التي ستغيّر حياتك: أنت لا تصعد بعملك و جهدك إلى مستوى أهدافك و طموحاتك بل تهبط به إلى مستوى عاداتك" .
بمعنى أنك لن تصل إلى هدف عظيم، بعادات سخيفة لا ترتقي لمستوى طموحك، لذا عليك تحديد عادات ذات جودة انطلاقا من وضعك الحالي، و يمكنك اعتماد طريقة Swot التي تعتبر تقنية وأداة رائعة في تقييم نقاط قوتك و ضعفك.

لكن عندما تقرر البدء في رحلة التغيير الحقيقية، ستكون مدركًا تماما أنّها لن تكون سهلة أبدا، فهي تحتاج للجهد، الصبر و التركيز و تعلم علم اليقين، أنّ النجاح ليس حبة سحرية، و لن يطعمه لك أحد بملعقة، بل عليك التخطيط لأهداف ذكية رابط مقال و بطريقة ذكية

لأنّ الحياة الطيبة للشجعان الذين يجاهدون أنفسهم، و يتعبون ليتعلموا ليس فقط من خلال التأمل، و ترديد التوكيدات، كما أوهموك في دورات تطوير الذات إلا ما رحم الله، استيقظ يا صديقي و انفض عنك الأوهام و الأحلام وشمّر على سواعد الجدّ و الاجتهاد.

ابني لنفسك عادات

العادة هي سلوك تقوم به بشكل متكرر، و لأنّ جودة حياتك تعني جودة عاداتك عليك أن تبني عادات يمكنها تحسين حياتك و ليس مجرد أفعال تكررها لن تأخذك لأي مكان.

تقييم وضعك الحالي

قم بتقييم وضعك الحالي من الجانب الصحي، المالي … و خطط على هذا الأساس، و لا تنسى هدفك سيكون عادة صغيرة و ليس هدفًا خارقًا، مثلا: الادخار في الجانب المالي، و الرياضة  في الجانب الصحي و تذكّر عادة صغيرة فقط.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " أحبّ الأعمال إلى الله أدومها و إن قلّ" ليكن هذا الحديث النبوي *شعارك* لهذه السنة، و لا تنسى: قليل دائم خير من كثير منقطع.

بعدما تقيّم وضعك الحالي تجنّب أمرين: 

  • الأمر الأول: أن تقارن نفسك الآن مع أهدافك و تيأس من نفسك، و تُلغي أو تؤجل فكرة التغيير و التخطيط.
  • الأمر الثاني: أن تنخدع بحماسك المتدفق، و تكتب أهدافًا خيالية كما كنت أفعل أنا سابقًا، و أكتب أهدافا غير منطقية و استسلم بعد الاحتفال بيناير( عيد رأس  السنة الأمازيغية).

تقسيم السنة

السنة تتكون من 12 شهر و 52 أسبوع  و 365 يوم، يمكنك تقسيم العادات بمعدل عادة كل شهر أو شهرين، هذا ليس بالأمر الهيّن صدقني ابني عادة واحدة كل شهر و ستخرج في نهاية السنة باثنى عشر عادة، من شأنها تغيير حياتك بطريقة لم تكن تحلم بها أبدا.

شريك النجاح

اختر لنفسك شريكا في رحلتك للتغيير، صديقًا، زوجا أو تطبيق…، هذا الشريك الوفيّ يمكنه تذكيرك اذا نسيت، و تحفيزك إذا يئست من نفسك، ستقول لي و من هذا الذي سيفعل كل هذا؟ لا تتحجج بأي شيء يمكنك الاستعانة بموقع future me، هذا الموقع سيسهّل عليك المهمة.

استعن بالموقع و اكتب لنفسك رسالة مستقبلية ستصلك على ايميلك الشخصي، اجعلها رسالة تحفيزية أو صارمة لاذعة …، و اجعلها أسبوعية أو شهرية أو حتى سنوية لا يهم، المهم هنا أن تأخذ بيد نفسك لتكون الشخص الذي لطالما حلمت أن تكونه.

فكّر في حياتك بشكل جدّي و خطط بطريقة ذكية، و لا تعتمد على الحظ لأنّك بذلك تضيّع عمرك، قم و غيّر حياتك و تذكّر أن تبني لنفسك حياةً تفتخر بها و أنت على فراش الموت، و لا أعتقد أنّك ستفخر بنفسك  و أنت تُهدر ساعات عمرك، على مواقع التواصل الاجتماعي أو الأفلام و المسلسلات.

تعليقات

المشاركات الشائعة