لماذا يجب عليك البدء في تدوين يومياتك اليوم؟ │ Dz ladies blog


ما هو تدوين اليوميات؟

نحنُ بشَكل عام  مع منصّات التواصل الاجتماعي، نقوم  بالكتابة يوميا من  خلال إرسال رسائل والردّ عليها طوال الوقت، لكن سنتكلم في هذا المقال عن نوع آخر من الكتابة، وهي كتابة اليوميات أو ما يعرف بتدوين اليوميات لأغراض شخصية وليس بهدف النّشر، تدوين اليوميات هو أشبه بطقوس الاسترخاء، المشي و حتى الأشغال اليدوية…، التي تساعدك على تحسين نفسيّتك، و تخفيف ظغوط الحياة اليومية عليك، وإن لم تجرّب تدوين يومياتك من قبل فعليك تجربتها، وإلا سيفوتك الكثير.

ماهي الفوائد الصحية لتدوين اليوميات؟

إذا قرّرت أن تخوص رحلة تدوين اليوميات، فأنت قد قدّمتَ لنفسك خدمة ستشكرك عليها، ولأنّ نفسك تستحقّ عليك أن تقرّر بسرعة، وستلاحظ مع الوقت أنّ زياراتك للطبيب بدأت تقلّ تدريجيا، و أدوية، الضغط، الإكتئاب، و الصداع… اختفت من ثلاجتك تدريجيا.

ستلاحظ أيضا تحسّنا في وظائف رئتك، و تركيزك أصبح أفضل وحتى ذاكرتك صارت أقوى من قبل، سيعزّز التدوين مناعتك، و يحسّن مزاجك، وستتعافى بسرعة من آثار صدماتك القديمة وتعود للإندماج مع مجتمعك بشكل أسرع، بعد المرض، فقدان الوظيفة وحتى توتر علاقاتك الشخصية والاجتماعية.

يمكن لتدوين اليوميات أن يُحدثَ كلّ هذا وأكثر، نعم لأنّك حين تكتب مشاعرك، مخاوفك و هواجسك ثم تضعها على الورق وتواجهها تصبح أقلّ تأثيرا عليك، خاصّة إذا كانت كتاباتك بشكل سردي منتظم ومتسلسل الأحداث فإنّ ذكرياتك المؤلمة تصبح أقلّ إيذاء.

التدوين اليومي لتفاصيلك يجعلك أكثر وعيًا ومراقبةً لِما يحدث في داخلك، وبالتّالي تُصبح أكثر تحكّما و سيطرة على نفسك، غضبك وحتى حزنك . لأنّ ذلك أشبه بالتحدّث مع أخصّائي نفسي، لكنّ على الورق سيجعلك أكثر وضوحا و صدقا مع نفسك.

بالإضافة إلى فوائد التدوين الصحية فهو ينفعك بطريقة أخرى، لتتابع منحنى تقدّمك مع الأيام، تخيّل أن تفتح مذكّرتك وتقرأ أنّك قبل سنتين كنت ترتعبُ من فكرة فقدان أحدهم، وتتعلّق به بشدّة، وتجدَ نفسك اليوم أنت من تتخلّى عنه لأنّه شخصٌ غير داعم وأناني ولا يستحقّ مشاعرك الصادقة.

كيف تبني عادة تدوين اليوميات؟

الغالبية منّا رأينا المشهورين وأبطال الأفلام، و أميرات القصص والروايات يدوّنون يومياتهم، لكنّنا لم نفكّر في تدوين يومياتنا إلا نادرا، لأنّنا نظنّ أنها عادة تصلح فقط للأشخاص الذين حياتهم مليئة بالمغامرات والأحداث المثيرة.

لكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، أنت أيضا بحاجة لتدوين يومياتك، أيا كان سنّك و وظيفتك…، كلّ شخص لديه في نهاية اليوم كلام يُثقلُ قلبه، عليه التخلّص منه بطريقة ما، اُكُتبه على الورق سيبقى أفضل من البوح هنا والفضفضة هناك.

فقط عليك أن تختار أحد التطبيقات المفضّلة لديك الخاصة بالتّدوين، أو حتى دفترا صغيرا بلونك المفضّلة و قلمك الجميل، مع جلسة مريحة في ركنٍ هادئ واكتب ما تشعر به، مهما كان بسيطا أو حتى سخيفا في نظرك، ولا تحتّم على نفسك أن تكتب ليلا فقط، أكتب نهارا إن كان ذلك يريحك، أكتب فقرة، جملةً أو حتى سطرا… وإن شئت يمكنك الرسم أيضا، لا تقيّد نفسك أبدا،  المهم أن تستمر وسأشارك معك تجربتي الخاصة في تدوين اليوميات وأتمنى أن تجد فيها ما يلهمك.


تجربتي الخاصة في تدوين اليوميات

أعتبر  أنّ لديّ علاقة  لطيفة  مع الدفاتر والأقلام منذ طفولتي، إلا أنّني لم أكن أكتب يومياتي، كنت أدوّن خواطري العابرة هنا وهناك على فترات  متفرّقة، حتى جاء اليوم الموعود، قبل سنتين من  الآن شاهدت فيديو على يوتيوب عن الكتابة الصباحية، وتحمست للفكرة وقرّرت أن أبدأ في تدوين يومياتي.

 عقدت العزم أن أخوض هذه التجربة، وحددت موعدا بعد الاستيقاظ من النّوم؛ و جهّزت دفترا عاديا لأنّني لم أفكّر في الاحتفاظ به؛ وكنت كل  ما أستيقظ من النّوم أحمل الدفتر والقلم وأكتب  كل  ما يخطر لي في تلك اللحظة، حتى أنّني كنت أكتب أحيانا عن الحلم الذي أزعجني الليلة الماضية، لم أكن أكتب يوميا لكن التزمت قدر الإمكان.

وبعد مدّة من التدوين الصباحي، غيّرت الموعد و صار يتجدّد لقائي بالدفتر قبل النّوم، كنت أصف مشاعري خلال اليوم والمواقف التي أتعرّض لها سواء كانت سلبية أو إيجابية حتى أنّني كتبت ذات ليلة صفحة كاملة، عن شخص واحد، قام بموقف استفزّني فملأت  الصفحة  من أعلاها إلى أسفلها باسم الشخص وبعده كلمة أكرَهك…

كان لهذا الفعل مفعول السحر في إفراغ غضبي عليه، وفي اليوم التالي استيقظت وتعاملت معه كأنّ شيئا لم يكن، لذلك  رغم الانتشار الهائل لتطبيقات التدوين  مازلت أفضّل الكتابة على الورق، لأنّ الحبر يساعدك على الاسترخاء على  الأقل بالنسبة  لي، وكنت في بعض الأحيان أستخدم يدي اليسرى في تدوين يومياتي، فتكون الكتابة غير قابلة للقراءة من ناحية ومن ناحية أخرى أدرّب يدي على الكتابة.

نفعتني تجربة كتابة تدوين اليوميات جدًا في التعرّف على نفسي، وتغيير عاداتي السلبية و أصبحت أكثر تصالحا مع  نقاط ضعفي، وأصبحت أفهم مشاعري أكثر، صحيح أنّني لا أدوّن يوميا لكنني أصبحت أكثر إدراكا لحاجتي للتدوين خاصة في حالات الحزن، و النفسية المتعبة.





تعليقات

إرسال تعليق

Soyez poli et courtois! Votre commentaire ne doit pas contenir des mots vulgaires, racistes ou misogyne.

المشاركات الشائعة