المشاية بين الحقيقة و المعتقد│ Dz ladies blog

يعتبر الوالدان مرحلة المشي عند أطفالهم أهم مرحلة في السنة الأولى، فتجد الأم تتطلع كل يوم ابتداءا من شهره الثامن و التاسع الى أي علامة تدل على جاهزية طفلها لرمي اول خطواته، و تسأل  والدات أقرانه من معارفها كل مرة عن  أطفالهم ونموهم، و هل بدأ المشي أم ليس بعد،  شيء طبيعي ، فالمشي علامة على الاستقلالية و دلالة على سلامة نمو الطفل، و ان جسمه خال من المشاكل الصحية التي تمنع هذه المرحلة .و لكن هل هذا يفسر و يسمح للأولياء باقتناء المشاية لتسريع وصول هذه المرحلة حسب اعتقادهم؟ أو تسهيلها بتعويد الطفل على وضعية الوقوف؟ 




معتقد شائع ولكن ؟


للأسف كثير من المعتقدات الشائعة بين الناس تكون خاطئة، منها هذه الظاهرة الدخيلة على الطبيعة البشرية، يلجأ الأهل إلى المشاية  ابتداءا من الشهر السادس أو السابع غالبا، إلا أن الطفل في هذا العمر لا يزال يستكشف جسمه و خاصة الجزء السفلي منه، و وضعه بالمشاية باكرا يؤخر هذا الأمر و يسبب التباسا عنده

المشاكل عديدة مع المشاية

التوازن ، طبيعيا يكون بالتدريج و يكتسب بعدة مراحل، تبدأ بالجلوس مستندا على وسائد ثم بدونها، بعدها الحبو على البطن ثم على أربع ما يقوي العضلات و يتيح للمخ إيجاد التوازن المثالي و نقطة ثقل الجسم، ما يتزامن مع الوقوف والاستناد إلى الجدار أو الأغراض، ثم المشي ، أما المشاية فهي تسبب خللا جسيما في هذا التوازن، فلا يتقن  الطفل توازن جسمه بعد نزعه من المشاية، فيجد نفسه بدل السقوط مرتين أو ثلاثا يسقط تباعا و عند كل .محاولة منه ،فيطيل بذلك هذه المرحلة بدل أن يسهلها

جدير بالذكر أن الطفل في سنته الاولى له ورك ضعيف البنية و يحتاج لتقويته وتقوية عضلاته، فمراحل المشي المذكورة سابقا تساعده، ووضعه في المشاية لا يساعده بتاتا ،بالعكس قد يكون للطفل مشاكل صحية في وركه تزداد سوءا  مع وضعه في المشاية منها خلع الورك،  أو قد يكون وركه سليما معافى و بوضعه فيها تظهر عليه مشاكل صحية جديدة  

الطفل داخل المشاية يقف على أطراف أصابع قدميه فقط ، ما يؤدي في كثير من الحالات الى تقوس رجليه و ظهور خلل في قدميه.

عظام الطفل تتبع نظاما محددا في تطورها و نموها، فلا يجب استعجال نموها كثيرا، بل إن الطبيعة البشرية التي فطرنا الله عليها ستتكفل بهذا الامر، ليس كل تدخل منا في تحسينها سيؤدي حتما  إلى النتيجة المرجوة

بغض النظر عن المشاكل الصحية المحتملة بسبب استخدام المشاية، إلا أن سلامة الطفل مهددة جدا اثناء استخدامه لها. حوادث السقوط من الدرج  (80 % من حوادث المشاية) ،الاصطدام بالأبواب بسبب سرعة تنقله الكبيرة و هو بداخل المشاية ، تسهيل وصول الطفل للأشياء الخطيرة كالسكاكين ،مواد التنظيف والاجهزة الكهربائية ، انقلاب المشاية كذلك بسبب فراش على الارض او لعبة من لعب الصغير( اصطدام رأس الطفل بالأرض قد يسبب مشكلا صحيا كبيرا)  كلها أسباب جعلت من استعمالها أمرا ممنوعا لا نقاش فيه في عديد الدول المتقدمة أولها كندا.




أنا أريد اقتناء مشاية لابني 

اذا أصر الاهل على اقتناء المشاية رغم ما ذكرت سابقا ، يجب عليهم التأكد من ما يلي :

  • تأمين الدرج و السلالم بوضع حاجز متين لا يستطيع الطفل تجاوزه ؛

  • غلق أدراج المطبخ و الحمامات بشكل جيد وآمن ؛

  • عدم استعمال المشاية في المطبخ أو بجانب مسبح ؛

  • إبعاد المواد السامة بوضعها عاليا بعيدا عن متناول الطفل ؛

  • البقاء مع الطفل بعد وضعه في المشاية و عدم الإغفال عنه ولا لحظة ؛

  • اقتناء مشاية بضوابط أوروبية و تحمل الرمز EN 1273:2005 ؛

  • أبعاد المشاية يجب أن تكون أكبر من عرض الباب، بحيث أن الطفل لا يمكنه الخروج  لوحده من الغرفة التي وضع فيها.


تعليقات

المشاركات الشائعة