خدعة ال bio : المستحضرات التجميلية الطبيعية │ DZ LADIES BLOG


اخترع منتوجا تجميليا بالمواد الموجودة في مطبخك، ألصق عليه عبارة bio، بعه بثلاثة أضعاف تكلفته! هنيئاً لك!


هذا المقال سيثير سخط الكثيرين، ولكن ما سأقوله لكم يمكن لأي صيدلي أو بيولوجي او كيميائي أن يؤكده لكم... ورغم ذلك، أنتم لا تصدقون الأشخاص الذين يروجون للحقيقة، وتفضلون الإستماع لأولئك الذين يقولون لكم ما تريدون سماعه...


يستعمل الكثير من المسوقين أو أصحاب الماركات التجميلية المحلية كلمة "bio" أو عبارة "خال من المواد الكيميائية" للترويج لمنتوجاتهم... وعادة ما تكون علب هذه المنتوجات تحتوي على كميات قليلة وتكلف هذه المستحضرات ثلاث مرات أكثر من تلك التي لا توجد هذه العبارات على أغلفتها...

فما هي هذه المستحضرات، و إلى أي درجة هي طبيعية وخالية من الكيماويات؟

لتقريب الصورة إليكم، سنأخذ كمثال الصابون الطبيعي... لنر كيف تتم صناعته!

حسنا، حسب الموسوعة العالمية ويكيبيديا فإن طريقة صنع الصابون المنزلي تتم بمزج أي نوع من الزيوت مع محلول هيدروكسيد الصوديوم.

إلى هنا فإن الصابون يحتوي على مواد كيميائية. إذا لم تكونوا على علم بذلك فإن حتى الزيت هو مادة كيميائية، وليس فقط هيدروكسيد الصوديوم...

الماء الذي تشربه يا صديقي صيغته الكيميائية هي H2O والهواء O2. الحياة مستحيلة دون كيمياء!


لم تقتنعوا بعد؟ حسنا لنأخذ مثالا آخر... كيف يتم صنع كريمة ترطيب في المنزل.


يتم مزج زيوت مع ماء مقطر مع شمع النحل... وأحيانا يتم إضافة فيتامين E الذي بحد ذاته زيت!

إلى هنا، فكل ما استعملناه هو مواد كيميائية... الشيء الوحيد المختلف عن الكريمة المصنعة في المخبر هو عدم وجود مواد حافظة  (مثل البارابين) التي لا أدري لماذا يخاف منها الناس.

المواد الحافظة دورها إبطاء عملية تكاثر البكتيريا، التي أصلا من المستبعد تكاثرها في وسط معقم (أي في المختبر!) وهذا التعقيم لا يوجد لدى صانعي المواد التجميلية المنزلية لأنهم لا يملكون مخابر مؤهلة أو حتى معلومات عن كيفية التعقيم!


اشتريت الكثير من المنتوجات "الطبيعية" سابقا والنتيجة كانت دائما واحدة، يتعفن المنتوج ويفسد قبل حتى أن أستهلك نصف العلبة! فأجد نفسي اشتريت منتوجا غاليا ورميته بعد أسبوعين فقط من فتح العلبة!

فلماذا يتم تشويه صورة المواد الحافظة؟ ومن المستفيد من ذلك؟

إستعملت طوال حياتي منتوجات بها سولفات، وسيليكون وبارابين ولا مرة اشتكت بشرتي أو شعري أو جسدي من ذلك...

عندما أردت أن أواكب الموضة وان اشتري منتوجات أكثر غلاء وآمنة حسب اعتقادي، أصبحت بشرتي حساسة، وشعري أكثر جفافا... 

بالإضافة إلى ذلك، هل تعتقدون أن منظمة الصحة العالمية ستسمح باستعمال البارابين إذا كان هناك دليل واحد على انه قاتل؟

ستقولون لي، انه يسبب الحساسية. حسنا، الكثير من الاشياء  في هذه الطبيعة قد تسبب الحساسية اذا كنت شخصا يعاني من الحساسية، حتى حبوب الطلع قد تشكل تهديدا لك في هذه الحالة!

ستقولون لي أن هناك دراسات اثبتت انه يسبب السرطان.

حسنا، حسب موقع ادارة الغذاء والدواء، لا يوجد لحد الساعة دليل ملموس على أن البارابين له دخل مباشر في ظهور السرطان.

حسنا ماذا تقول منظمة الصحة العالمية عن البارابين؟

تقول هذه الأخيرة ان استخدام البارابين آمن مادامت نسبته لا تتجاوز 0,4% وكل منتوج لا يحترم هذه النسبة يمنع تسويقه.

إذن لحد الساعة لا أرى داعيا لكي ندق ناقوس الخطر لأن المستفيد الوحيد من هذه الأفكار الخاطئة هي شركات ال bio وليدة أمس، التي تجني الملايين مقابل منتوجات لا تحترم أدنى معايير الجودة!


ولكي أكون عادلة في حكمي، فإن الشيء الوحيد الايجابي في المواد التجميلية المصنعة منزليا والخالية من السيليكون، السولفات أو البارابين، هي أنها eco-friendly، أي صديقة للطبيعة... 

ونحن نعلم ان مياه الصرف المنزلي ينتهي بها الأمر في البحر، لذلك فإن الحيوانات البحرية هي المتضررة الأولى من هذه المواد.

إضافة إلى ذلك، تتميز بكونها cruelty-free، أي أنه لا حيوان تم تعذيبه خلال صناعتها، مما يعتبر نقطة تحتسب لها. ولكن للأسف، لا يتم الترويج لها على أنها كذلك، لأن حب الطبيعة وحب الحيوان صفتان نادرتان لدى مستهلكي المستحضرات التجميلية، و خبراء الماركتينغ لا يستهدفون هذه الفئة لأنها فئة تتميز بمستوى علمي لا بأس به ولكنها لا تملك قدرة شراء كبيرة بالمقارنة مع الفئة التي تخاف من الموت والتي يسهل خداعها!



وكنصيحة لأولئك الذين يروجون لهذه المنتوجات ويستغلون خوف الناس على صحتهم لكي يبيعوا لهم الوهم في قنينة: لا تكذبوا على زبائنكم.


قولوا لهم أن منتوجاتكم خالية من المواد الحافظة فقط، أنها eco-friendly و cruelty-free. قولوا لهم أن منتوجاتكم تتعفن بعد 15 يوما من فتح العلبة، لا تقولوا أن مستحضراتكم طبيعية أو bio أرجوكم لأننا لسنا أميين.


تعليقات

المشاركات الشائعة