07 أسباب تجعلك تشتاق لزيارة مدينة إسطنبول│ Dz ladies blog


تلك المدينة التي يظل العائد منها مشتاقا للعودة إليها .. تعج بعبق التاريخ  و الماضي ممزوجا بالحاضر .. مدينة لا تنام، تبعث في النفس شعورا مختلطا بين الراحة و التشويق و الإندفاع و التريث.

رحلتي تبدأ في مطار اسطنبول الدولي ، بعد المرور  بالجمارك و عبور الرواق  الطويل لحمل الحقائب اتجهت نحو منطقة الباصات او التاكسي ، أفضل الباص في سفري فهو يقربني من الشعب و أتعرف على كثير من الطباع . ركوب الباص يستدعي شراء كارت خاص بالتنقل في اسطنبول يخصم منه قبل كل رحلة في أي من أنواع وسائل النقل التابعة للحكومة : الحافلات المترو بوس  المترو والترامواي العبارات . 


إيمينونو 


أول محطة كانت إيمينونو ، قلب المدينة القديمة الذي يعج بالزوار، اصوات طيور البحر و صافرات العبارات في البوسفور أول ما يشد الذهن ، على شمالي باعة السمك على القوارب و رائحة شوائه التي تأسر الأنوف و الدرج الكبير الذي يمنح إطلالة رائعة على برج غلطة في الجهة المقابلة  و يهدي أجمل مناظر الغروب التي يمكن مشاهدتها. 

رائحة زاكية أخرى جعلتني أبحث عن مصدرها فوجدت عربة متنقلة لبيع الكستناء المشوية على الجمر وما أطيب مذاقها.





على يميني الأسواق الشعبية بألوانها و صخبها و عطورها، السوق المصري  او سوق التوابل الذي يقف شامخا من سنة 1597 م ليشهد على عظمة التاريخ ، يحتوي على مختلف التوابل و الملابس ، الأقمشة ،المجوهرات، الحلويات  و غيرها كما يستقبل الكثير من السياح يوميا لكونه معلما مهما للمدينة و لما يوفره من بضائع. الساحة الخلفية للسوق تضم مفاجأة صغيرة من محلات بيع الورود و التوليب و السنبل والشتائل الصغيرة و الكثير الكثير. أما الساحة الجانبية فهي بحد ذاتها تشكل مركز تسوق مفتوح  يضم الكثير من السلع و بجودات متعددة و اسعار تنافس اسعار السوق المصري يمتد بالطول ليصل ساحة إيمينونو بسوق محمود باشا في الأعلى.



سوق محمود باشا

يعتبر هذا السوق من أفضل أسواق اسطنبول للملابس يضم الكثير من المحلات لبيع الجملة و التجزئة و بنوعيات مختلفة و ماركات عديدة، كما يضم محلات بيع البوظة التقليدية ( دندورما ) التي يقدمها شاب بملابس عثمانية بعد أن يقوم ببعض الحركات البهلوانية، ولا يجدر بي أن أنسى محلات البقلاوة الصغيرة المتواجدة بكثرة  وباعة الشاي بطاولاتهم المتنقلة التي سمحت لي بترشف فنجان الشاي في وسط الشارع مستمتعة موسيقى تعزفها فرقة هواة صغيرة .

تابعت طريقي بعدها صعودا  و على جانبي الطريق الكثير من السلع و الاشغال التقليدية  التي تحمل في طياتها عبقا عثمانيا أصيلا لم أستطع مقاومتها فأخذت  منها تذكارا. تضيق الطرق قليلا في الأعلى ليتجلى لي  مسجد السليمانية متصدرا قمة التلة بعظمته و ساحته الواسعة التي تطل على اسطنبول كافتها و مضيق البوسفور .


مسجد السليمانية 

معرفتي فقط أن هذا المسجد بناه المعماري سنان تكفي لسد دهشتي ، فقد عرف بتصاميمه و أفكاره العظيمة ، لكن مع ذلك فكل تفصيل صغير في البناء له قصته ، مثلا عدد المآذن أربعة: وهو ترتيب السلطان سليمان القانوني بين السلاطين العثمانيين منذ فتح القسطنطينية ، و عشر شرفات دلالة على رتبته بين السلاطين منذ قيام الدولة ،أما تقنية نقل الصوت داخله دون مكبرات فهي لوحدها ميزة عظيمة كون آخر شخص في المسجد يتمكن من سماع الإمام كأي شخص في الصفوف الأولى. باحة المسجد  الأمامية واسعة تضم أماكن الوضوء و حديقة تجذب العصافير لتبهج المنظر و شرفة كبيرة تمنح منظرا يريح القلب ،أما الباحة الخلفية فتحتوي على ضريح السلطان سليمان القانوني وزوجته هرم و غيرهم.




 خرجت من المسجد ووجدت نفسي في مفترق طرق، قررت التوجه يسارا ، حائط حجري طويل وشارع مفروش بحجارة مصقولة من العهد العثماني ، قليل فقط من المحلات في هذا الشارع . وفجأة ترامى لسمعي ضجيج و كثر الزحام وإذ بي على مدخل البازار الكبير .


البازار الكبير لاسطنبول ( السوق المغطى )

أكثر من ثلاثة آلاف متجر، أكبر وأقدم مركز تسوق في العالم ،يستحيل إيجاد الطريق فيه ،متاهة كبيرة ، تذوقت فيه الحلويات المقدمة من طرف التجار بمجرد الوقوف أمام محلاتهم و استمتعت بتعدد الألوان داخله ، تبهج النظر و تسر القلب.

كانت زيارتي له سريعة بسبب قروب وقت الاغلاق مساءا ، اتجهت منه الى الفندق الواقع في منطقة مسجد السليمانية.




مقاهي السليمانية

في صباح اليوم التالي،توجهت الى أحد المقاهي القريبة من الفندق فهي مقاه تتميز بأسطحها المطلة على القرن الذهبي،لعل أشهرها حسنو علاء ، استمتعت بفطور الصباح التقليدي الذي يعد من الجبن ،العسل ،أنواع مختلفة من المربى ، الخيار والطماطم وغيرها.


منطقة السلطان أحمد


قررت أن أكمل جولتي اليوم في منطقة السلطان أحمد الغنية بالمعالم.. أخذت موعدا في "حمام تشمبرليتاش" التاريخي الذي يقدم خدمات حمام تركي على طريقة السلطانات العثمانيات كي أعود إليه مساءا وتوجهت للجامع الأزرق _ جامع السلطان أحمد _ بساحته الواسعة و آيا صوفيا التي تقف مقابلته . تسود المسجد من الداخل روحانية غريبة لم أحسها من قبل في أي من المساجد، جامع بست مآذن مزين ببلاط إزنيك الأزرق المزخرف ما يمنحه جمالا أخاذا إذا تخللت أشعة الشمس من نوافذ المسجد.

الجلوس في ساحة المسجد في وقت الأذان جعلني أشهد على تناوب الأذان بين المسجد الأزرق وآيا صوفيا .

في الرصيف المقابل توجد الكثير من محلات الهدايا التذكارية أغلبها مصنوعة يدويا ما يمنحها قيمة معنوية أكثر، ومطاعم تقدم أطباقا شهية ،جربت "اسكندر كباب" يعرف بكونه طبقا عثمانيا أصيلا و ممثلا لمدينة بورصة.

جولهانه 

أنهيت جولتي باكرا بزيارة سريعة لحديقة " جولهانه"  التي كانت من حدائق قصر توبكابي، استمتعت فيها بالذرة المشوية على الجمر التي تغزو برائحتها و دخانها سماء المنطقة.





تعليقات

المشاركات الشائعة